مصر الجديدة

رأيت أمس الاول فى عيون المصريين بميدان التحرير تحدى غير مسبوق وروح رائعة تسعى للعودة الى الحياة المصرية الاصيلة التى تحمل بين طيات عطورها روح الحياة روح الامل والتفاءل والوفاء بالجميل للشهداء لا أخفى عليكم سرا جعلنى هذا أشعر بالفخر الحقيقى والاعتزاز بالنفس جعلنى أفتخر بمصريتى وأيضا أنسانيتى التى عادت الى أرض بلادى فهى كانت مفقودة منذ زمن بعيد ولكنها عادت الان .

ولكن .....

دائما هناك بين كل شيء حلو كلمة ولكن , أمس كنت بالهرم سمعت مثل الكثير من الناس أن بالاهرامات احتفالا يتوج نصر الصور نظمه أل خيام حضر الحفل الكثير من اهالى نزلة السمان ومظاهر الفرحة بأعينهم تجعلنى سعيدة ولكنى توفقت عندما وجدتها فرحة بشيء هم لا يعلمون عنه الكثير وتوقفت أيضا عندما كن

ت بالهرم واحمل علم مصر مع والبسمة تصعد على وجنتى وانا أخذ صورة للذكرى بين الاهرامات رمز الحضارة المصرية واذ بصوت أجش ينزع فرحتى الجزئية ويجعلنى التفت اليه بطرف عينى لاجده نابع من عسكرى شرطي يقول ( وليه يعنى العلم انتوا كنتوا عملتوا ايه ) وجدتنى ارد بتحفظ وحدة شديدة حررناها من اللى كان فيها

كان نفسي الحقيقة اذكره انها حررناها من أمثلكم ولكنى توقفت قولت انه لا يفهم شيء فيجب ان اوفر الجدل مع امثاله لوقت اخر يكونوا هم ايضا تحرروا من جهلهم وسلبيتهم وقلة نفعهم وفوضويتهم بالطبع ليست الشرطة فقط ولكنهم الكثير من المصريين

وربما هذا ما اصابنى بالضيق والحزن والقلق على

حال مصر فى الفترة القادمة هذا ما دفعنى ان اسأل هل سيتغير المصريون حقا بالغد هل ستكون مصر

بعد خمس وعشرون جديدة هل سأري بعينى مصر الجديدة أما انى لن اراها الى بعد عمرا طويل

خوفى هذا نابع من رؤيتى للباعة الجائلين أمس بالشارع المصري وبعض المتسولين الذين بدؤا يتسولوا تحت أسم الثورة ساعدنى اذا كنت من شباب الثورة واذا لم تعطيهم شيئا يقول لك انت لست من شباب الثورة وكأن شباب الثورة عليهم ان يخرجوا كل ما فى جيبوبهم دون التفكير فى من يكون هذا الشخص .

بالطبع انى احترم الباعة الجائلين خاصة الشباب منهم ولكنى أحترمهم أكثر اذا تصرفوا بروح نحن نبيع لا نطلب الاحسان منك فاذا اردت هذا لانك تحتاجه اشتريه واذ لم تكن فى حاجه له لا تشتريه .

ما جعلنى أحزن أيضا هو عودة الحياة لطبيعتها لست حزينة لانها عادت بالطبع لا ولكنى حزينة لان المصريون عادوا الى سابق عهدهم

بالفوضى والسلبية والحجة - دلوقتى فى حرية -

اعذرونى لجهلى فانا لا اعلم معنى هذه الكلمة فى حرية هو معنى الحرية الفوضى والاساءة وعدم الاحترام كما رأيت تلك السيدة بأحدى محال الكشري بوسط البلد أمس تشتم العاملون بالمحل الحقيقة لم أبحث وراء السبب لضيق الوقت ولكنى لمحت من الواقفون تذمرهم وحنقهم الشديد لاستخدامها مفهوم الحرية بالشكل الخاطىء حينها فقط ايقنت اننى لست وحدى التى أحتنقت من هذا الاسلوب .

نعم كنت بأمس قريب مستاءة من البلدية والتى دائما ما تجعل الباعة الجائلون يهرعون الى حيث لا يعلمون هربا من رجال الشرطة أعتقدت ان بعد الثورة لن ارى هذه الثورة ولكنى امس فضلت رؤيتها على أن اري مجهود شباب 25 الحقيقى يضيع ارضا بالشارع المصري فهم ينظفون يوميا ويدهنون الارصفة يوميا ولكن دون فائدة فهناك الكثير الذي لا يهتم بهذه الافعال وربما يراها صغيرة على الرغم من انهم فرحوا برؤية مصر نظيفة لاول مرة بالتاريخ فمصر باتت تشبه اوروبا بالنظافة ولكن هناك من لا يعبا بذلك .

حاول شباب مصر ان يلتزموا بالقواعد وان يضبطوها بينهم ولكن مازال هناك من لا يلتزم بذلك ومازال هناك من يقدم الكثير وهناك من يهدر الكثير ترى هل سيحدث تغيير هل سنرى بعد كل هذا مصر الجديدة

أصبحت لا اريد مظاهر الاحتفال بعد اليوم ولكنى اريد مظاهر العمل الجاد اريد ان اري مصر تسير الى الامام ولا اريد رؤية الروح المتصاعدة فى آوانها وهبوطه الحاد سفح الجبل لا اريد ان ارى هذا ومازالت اتمنى ان ارى شعار الثورة على راسنا تاج يلا نرجع للانتاج والذي هتفت بيه عاليا يوم الجمعة الماضى يتحول الى الحقيقة يتحول الى ارض الواقع مازالت امل واخشى ان اظل امل مدى الحياة واخشى كل الخشية ان تختفى روح الثورة وان تندثر دماء الشهداء وتضيع هباءاً.

وبالحديث عن دماء الشهداء ارتديت بوشاحى على رأسي الوان العلم المصري ولكنها مقلوبة الاسود من فوق حداد على ارواحهم لحين أن اكف عن الخوف على دمائهم .

ملحوظة الصورة الاخيرة بعدسة نرمين إبراهيم

والصور الاولى بعدستى

حقوق الطبع والنشر محفوظة (c)

الصور من احتفال ال خيام بنصر الثورة

نوران عارف

إنسانة مصرية

20-2-2011