لحظة صمت

يخيم الحزن على المكان السكوت السواد ..
مرت أيام ثقيلة .. عدنا لا نستطيع عدها ..
اختفت الضحكة والبهجة من كل شيء بالمنزل
حتى وردات الحديقة دبلت وماعادت مثل عهدها فهى لا تجد من يراعها ...
ذهبت البهجه واخذت معها كل شيء .

ظل الاب مستيقظ ليلا يخشى ان يخرج من غرفته كما يفعل مساءا يخشى ان يبحث عنهم فهو غير مصدق
دخل غرفتهم :

فوجد القطار على الارض ...صامتا ساكنا لا حياة به .
نظر حوله باحثا عن ما لا يعلمه .. وجد كراسات ورسومات

هذا ابي .. هذه أمى وهؤلاء أخوتي ... جميعنا سعداء

يرفرف العلم من الكراس ... مصر الجديدة
مصر نظيفة .. هكذا سن القلم الصغير قبل ان ينقصف دون ان يستطيع الاب بريه .

تخرج الام غير عابئة بأحد .. تخرج على سماع أصواتهم ينادون أمـــــــــــــــــي أنقذينى

تتسائل :هى أيه كانت اخر كلمه ليك يا ضناية؟
تذهب الى تلك القضبان تجلس منكسة رأسها عند تلك البقعة !
مازالت على الارض ..لا تستطيع المياه محوها

مازالت البقعة تحدثها :
أمي .. متخفيش بس انا معرفش لسه يعنى ايه معنى الموت
 اصلا اصلا انا معرفش يعنى ايه حياة
عشان اعرف عكسها ايه
متخافيش انا مبسوط هنا ..
 بس هو انا ليه ديما حساسس انى حواليكى
يعنى انا مش هناك انا لسة فى الدنيا

الام : تبكي ولا تستطيع غير ان تبكي ..
 تتلعثم قائلة .. حتى روحك مسكنتش ..
حتى روحك متعلقة بين السما والارض
 حتى وانت فى موتك مش مرتاح
وانت مش عارف اصلا يعنى ايه وازاي ترتاح

تصرخ الام وتعلوا صرخاتها فى السماء

ليسمعها الاب الذى لاحظ غيابها وظل يبحث عنها فى كل مكان
يجرى مسرعا ...
الى القطبان ...
يحضنها محاولا منعها من الصراخ ولكنه لا يتمالك حاله .. فهو ايضا لم يكف عن البكاء

لم يكف عن قول انهم ملائكتى الى الجنة .
ولكن الام تخبره ملائكتك مازالت ارواحهم معلقة ..
فمازال المقصر مقصر
ومازال الجانى معروف وغير معروف.

... صمت الصمت وظل السكون مخيم على المكان
ظل البكاء هو الروح الباقية
وصوت ضحاكتهم  أثناء لهوهم هي المتعالية :)


تعليقات