لحظة حرية..!!
قصة قصيرة .......
لـــ " نوران عارف"
إهداء
أهداء إلى أرواح حرة ...
مازالت ع قيد الحياة .... رغم موتها !!
وأرواح مكبلة......
ذهبت وتحللت رغم إنها مازالت تحيا بيننا !!
أحسنت ظنك بالايام إذ حسنت
ولم تخف سوء ما يأتى به القدر
وسالمتك الليالي فاغتررت بها
وعند صفو الليالي يحدث الكدر
الإمام الشافعي
احبته بشدة.. لدرجة جعلتها تتخيله فى كل لحظات حياتها...
فى حزنها... سعادتها.... شجارها مع اقرانها .. احلامها .. حتي وهى فى حضن أطفالها ....
في بعض الاحيان كانت تتخليه هو طفلها ..
لم يمنعها عنف زوجها .. ومنعه لها من أستخدام كل وسائل الاتصال برفاقتها " فيس بوك - موبايل - ايميل ..." أي من الوسائل التى قد تجعلها تصل لهم تسأل عن أحوالهم لتطمئن وتطمئنهم ..
لم يمنعها كل هذا من التوقف عن حبه ...
ظنت فى داخلها أنها توقفت .. أن مشاعرها قد هدأت .. أنها الآن أسعد ..
ولكنها فى قراره نفسها تعلم انها مازالت تحيا فى كدبة أفقدتها أحلامها ..
أفقدتها حريتها وبالتالى أفقدتها الاهتمام بالاشياء ..
عندما قررت أن تختار زوجا لها بالعقل وتضع قلبها جانبا مع انها كانت تعشقه ...
قررت أن تختار أب أولادها لأنها شعرت أنه سيعطيها حريتها التى فقدتها فى بيت أهلها...
ما كانت تعلم أن من يفقد الحب يفقد الحرية .. وإن من يسمع العقل يحيا ولكن ....!!!
هذا هو ولكن ألف شرط وألف خط ألف كلمة وألف حرف ...كل هذا هو جواب ولكن ...!!
مرت سنوات من عمر أطفالها فالان أصغرهم قد تخطا تسع أعوام .. وآكبرهم قاربت الرابعة عشر ... والاوسطين "التوأمان " فقد بلغا إحدي عشر عام.
ماعادت مثل الاول ترغب فى ان تبقى مع زوجها .. ولكنها تحافظ على كلمة ، دائما تذكر حالها بأن من أختارت هي! .. وأن من قرر هي ! ..
وأن مهما كانت الظروف .. ومهما كانت القوى المحيطة بها فى ذلك الوقت ..إلا أنها أختارت أن تترك حبيبها .. لتختار حبيبا جديدا فى إطار شرعي "هيهات للشرعية " .
لم يكن هذا مهما الى هذا الحد إذا .... أختارت .. ولكن ماذا فعل لها هذا الاختيار سوا أن زادها ألما .. زادها هما .. زادها صمتا فوق صمتها وحنينا الي جميع من فقدت سواء كانوا أمواتا أو أحياءا ..
تخيلت أنها تلقت خبر وفاة إحدى صديقاتها ..اللاتي يعملن فى الاماكن المشتعلة .. تذكرت أن تلك الفتاة كانت بمثابة روحها المنطلقة .. بمثابة حلمها الكامن .. فيها يتحقق .. تذكرت إنها كانت أخر من تخلت عنهم فى سبيل أن تحافظ على بيتها...هيهات لهذا أيضا .. " أي بيتا حافظتي "
بيتا قرر زوجك بعد عشر سنوات من تأسيس البيت أن يتزوج بأخرى مازالت تحافظ على جمالها ..
مازالت تنعم بالحرية والانطلاق .. هما كذلك يهرولون ورائهن منطلقات يافعات يانعات ويتركهن منكسرات منهزمات ..
هزمهن اليأس والحبس والكبت وال... "ماهو عكس الحرية "... أجنت هى تبحث فى قاموسها عن كلمات لا تذكرها بعد إن كانت إستاذ باللغة العربية بجامعة القاهرة يا لها من كارثة تذكرت إنها حلت عليها الآن ...
فقد نست القراءة والكتابة فى زحمة " الغسل - والطبخ - الكنس .... " كل هذه الاشياء والاسوء .. هو أنه كان يأتي دائما فى كل يوم من الخارج .. ليخبرها أن البيت ينقصه شيء ما ، ربما لم تحسن النظافة اليوم ... كأنه تزوج من أستاذ بالجامعة ليكسر أنفها ويعاملها معاملة الخدم ...
فى أحدي المرات طلبت منه أن تكمل الدكتوراة فهى كانت أوشكت على إتمام الرسالة ...
فأجابها ..
أتعلمين إنها شهادة تضع على الحائط بجانب الاخريات ما فائدتها بمنزلك وعموما إن أردتي فأفعلي ولكن لا تنتظرى مني مساندة فتعلمين كرهي للغة العربية .. وضحك ضحكة طويلة أستفزتها ..
جعلتها تتأكد أنها لن تستطيتع إستكمال ما بدأت .. إنها لن تستطيع أبدا أن تتحرر من سيطرته عليها لتسعد بالاستزادة ...
قررت أن تذهب للكلية فى أحدى المرات تحاول ان تجد بعض المراجع فطلبت منه النقود .. ورغم انه لم يكن بخيلا عليها إلا عندما علم إنها للكلية ..
رفض متحجا بإنه لا يستطيع أن يصاحبها للجامعة فهو مشغول ... كانت تعلم بكذبه .. تعددت الكذبات والانشغلات إلى ان ضاع عليها قطار اللحاق .. فإن أردات الان عليها أن تبدأ الحلقة من جديد .. ويا لها من مأساة لن يدعمها فيها ...
تذكرت كلمات قالها لها حبيبها سابقا " سأدعمك فى كل ما تختارين وإن أردتي أن أفعله معك تشجيعا لك لفعلت "
ضحكت فى ذاتها كما ضحكت لتلك الكلمات وقتها .. قائلة ليتك تستطيع الآن ... فأنا أحتاج دعمك من أجل البقاء على قيد الحياة..
وكأن ذكراه بداخلها بدون خوف هو ما يبقيها على قيد الحياة .. كانت توقف حنينها وتفكيرها فى بعض الاحيان بحجة ان التفكير فى أخر حتى وإن كانت ذكريات وهى إمرأة متزوجة حتى وإن تركها زوجها وذهب مع غيرها ... هي خيانة!
لم تبقى على هذه الحالة كثيرا خاصة عندما كانت تفقد أنفاسها .. من العمل بالمنزل .. عندما كانت ترهقها الحياة من كل ما فيها ... لم تكن تذكر حالها بالخيانة فى تلك اللحظات .. وكأن تلك اللحظة كانت من بينهن.!!
ذكرى ..صورته ..صوته .. هي بالنسبة لها الحياة !!
ورؤية زوجها أو سماع صوته أصبحت هي الموت حياَ !!
أستعدت للخروج وأخذت أطفالها .. قررت أن تجعلهم يشعرون بالحرية .. بالسعادة .. بطعم الحياة ... أشفقت عليهم من كبت إبيهم لهم ...
ذهبت إلى مدينة الألعاب .. لم تقل لزوجها اين هي وحتي لم تترك له ورقة تخبره بها .. قررت أن تتحرر لو لمرة واحدة فى حياتها الجديدة حتى وإن كان ثمن هذه الحرية هو .. حياتها !!
ضحكت معهم كثيرا... استمتعت بالدوران وكأنها تدور بالارض كلها ..
واستمتعت معهم بالطائرات .. استمتعت بكل شيء ..
وأغلقت هاتفها الذى لم يكن يحمل سوا رقمه ..رقم أمه ..أبيه .. اخوته .. اخواتها .. هذا فقط حتي أقاربها من أعمامها وأولادهم وخالتها وأولادهم لا تملك أرقامهم بل هي لا تعرف عنهم من الاساس شيء ...
فكرت فأن تبحث عن أحد من أصدقائها القدامى تشاركه لحظة سعادتها تلك ..إلا إنها لم تجد .. فقد سرقها منهم سابقا ... ومازال يفعل الآن ...
عادت لتشعر به حولها .. نفس دقات قلبها السعيدة بلقائه .. نفس لمعة عينها وإبتسامه شفتيها ... نفس الملامح التي لم تتغير فى وجوده... هذا جنون لا يعقل أن يكون هنا .. هذا فقط حنيني إليه !!!
توقفت عن البحث والتفكير وعادت للضحك مع أطفالها عادت بروح الطفلة.... طفلة لا تذكر شيء... لا تتمسك بشيء .. سوا لعبتها !!
ومن الأعلى للأسفل حتى تفقد... توازنها ... فتسقط على الأرض .. وتكون رؤية صورته ،ولمسة يده هي أخر ،ما تشعر به على الأرض !!!
تعليقات
إرسال تعليق