سقوط قسري




سقوط قسري ...

قصة قصيرة لـــ
" نوران عارف "
30 -8 -2013




" أنت اللا آحد..
الذى كلما سألني شخص بمن تفكر؟
أتمتم لا أحد"




يستيقظ من نومه فاقد لمعني الاشياء حوله ...
فاقد للبسمة ولنظرة التفاءل المعتادة ...
يسير قليلا مترنحا وكأنه فى حالة سكر ..

حتي يصل الى المرحاض يغتسل..
لا يعلم لماذا يشعر وكانه تحت صنبور مياه الشاطيء
عندما كان فى الرابعة من عمره ..

اعتاد ان يذهب الى الشاطيء  صيفا مع والديه واخواته وفى بعض الاحيان أصدقائهم أوجيرانهم ..

كان سعيدا أكثر من اليوم لا يعلم السبب على الرغم من أن بسمته لا تفارق وجهه الأسمر

منذ أن جاء إلى الدنيا كان يقول أباه دائما

"أن هذا الفتي ولد أسمرا إلا إنه جاء مشرقا للحياة .. وكأن الشمس قد لمست وجهه عند الولادة "

لم يكن يعلم سر كآبته الغير معتادة ...

ظل واقفا تحت المياة لمدة تخطت الساعة تقريبا...

خرج متثاقلا وكأنه لم يكن تحت المياه لمدة تجعله يفق من تلك الحالة الغير مفهومة ...

سكير لم يذق الخمر قط ..وجسم متهالك .. لم يبذل أي مجهود يذكر !!

روح كئيبه .. فاقدة للأشراق ... رأس بلا معالم أو هوية...
وكأنه تركها فى عالم آخر لم يستيقظ منه بعد!!

حاله توهان فى عالم آخر ...
صور تمر أمامه بشكل يجعله مترنح أكثر...

تارة ضاحكا باسما وآخرى مكتئبا ...
صوت تلاطم الامواج .. ضربات الكرة على المضرب .. ضحكات الاطفال .. لهو أحدهم بالمياه ..
ينظر لأعلى وكأنه يرى شيء لم يكن موجود من قبل ..

يبتسم .. فهى الطائرة الورق الملونة ..بألوان السعادة ..
طالما فرح بها ..

طالما ترك روحه تجوب السماء معاها ..

ترتفع وترتفع وترتفع حتي تعبر السماء الاولى...

تسقط  عينه على الكرسي الهزاز الكامن بالجانب البعيد بحجرة المكتب ..

والده كان يجلس كثيرا هنا يقرأ الكتب التى تثقله بالافكار .. وتجعله يتناقش معه حولها فى نهم ..

حياة ... مرت سريعا .. وكأنها قررت أن تتوقف عند تلك المحطة ..

يتحرك فى المنزل بلا معالم للحركة
يجذب الجرائد من تحت الباب الخارجي فى حركة اعتيادية ..
يلقى نظرة عليها ...

يقع عينه على اعلان بالصفحة القبل الاخيرة ....

"رحل ولكنه ترك لنا بسمته "

تسقط الجرائد من يده ..
يحاول ان يظل ثابتا فلا يجد سوى عكاز والده بجانبه ..

طالما كان يخشى هذا العكاز ..
لم يكن يقترب منه أبدا حيا كان أو ميتا ..

كان يتصور ان رأس هذا العكاز هى حية حقيقية ستأخذ روحه فى يوما ما..!!

يتمسك به ولكن بعد فوات الآوان ... فيسقط .. سقوط قسري !!

تعليقات