قررت أحب الأصفر حيث أكره

كثيرة أنتِ بابتعادك عنا لانعلم عنك شيء منذ مدة، لماذا لم تداومي على الكتابة كما هي عادتك القديمة؟ .. أصرتِ تكهريننا؟ .. لا نعتقد ذلك لذا لما أنت بعيدة عنا كل هذا الحد؟ ..

قفى انتظرى لماذا تهربين منا؟ .. لا يمكنكِ الهروب بعد الآن! .. ليس لأننا نخبئكِ بهذا الصندوق الأصفر المقيت من وجهة نظرك..لا بل لا يمكنك الهروب لإنكِ تعتادين الآن علينا .. بل والأكثر من ذلك، لا تستطيعين أن تتفاعلي مع غيرنا .. صرت «من الأخر كدا وعلى بلاطة» جبانة!!


أنا جبانة!!

نعم عزيزتي .. نعم فأنت كذلك .. لا تخشين من أن ترفعين صوتك وتذكرين الحقيقة إذا كان الأمر لا يمسكِ ولكن إن لم يكن كذلك فأنت لستِ سوى جبانة .. حمقاء .. دائمة التصرف بغباء ..ليس تجاه الأخرين ..فيا ليت ولكن تجاهك أنت حمقـــــــــــــــــــــــــاء.. وتكرهين الأصفر!!

أصمتى .. أو أصمت أيها الصوت اللعين .. من أنت حتى تتحدث بلسان حالى؟، ماذا تعلم عنى؟ .. من أنت؟ خبرنى هى.. فأنت لست سوى صوت مجرد لعين؟ .. فلتذهب للجحيم!!

هاهاهاهاها ... لن أذهب وليبقى لسان حالك هكذا هاهاها أتريدين أن تعلمى من أنا .. فأنا الأصفر ... هاها 

أتعلم يا صديقى الأصفر ... لماذا أمقتك؟ 

لا لا أعلم ولا أريد؟ .. ولكن لا بأس بمزيد من الثرثرة التى لا داعٍ لها.. لماذا إذن عزيزتى؟؟

لا أعلم.. ربما لأن الأصفر لون مصاب بنوع من أنواع الانفصام... فتارة يقولون عنه إنه لون جالب للبهجة والسعادة وتارة يقولون إنه لون جالب للعصبية بل الأكثر من ذلك فهو ربما يجلب لك بعض الأمراض؟

أمراض ؟! .. ماذا تقولين أنت ؟ .. نعم ربما يكون جالب للسعادة والبهجة ... أنتِ تعلمين أن الأطفال لا يسيرون إلا وراء الألوان الجالبه للبهجة..والأصفر من ضمن قائمة ما يحبون.

لا أنت المخطئ عزيزي المقيت.. فالأطفال كالكبار الطماعين لا يشعرون بحالهم سوى إنهم يرغبون فى ما يبرق ويلمع لا يفكرون فيما وراء اللون لا يفكرون فى الأصفر المقيت .. لا يفكرون فى إنه ربما يقذف بهم إلى النار، نعم النار لماذا تنظر لى بضجر واستغراب هكذا؟ 

ألا تعلم إن الأصفر درجة من درجات النار؟ ألا تعلم أن الفراشات تسير وراء الضوء .." الضوء الأصفر" المقيت .. لتجد حالها فى النهاية بالنار .. لهذا أكره الأصفر فأنا فراشة ولكنى  لست من رعيل بنى جنسى .. اللاتى يذهبن إلى النار بأنفسهن... فهذا غباء .

نعم عزيزتى إنه كذلك غباء.. والأكثر غباء هو أن تسمعين
لصوتى عندما أخبرك إنكِ جبانة؟

أعلم أنت تختبئ بداخلى ولا تخبرنى سوى الحقيقة.. والحقيقة إنى حقًا جبانة ولكن .. أتعلم صرت  لا أكرهك .. فأنا عادة لا أكره شيء .. ربما أكره فقط الأصفر.

نعم تكرهين الأصفر.. والآن علمت فقط لماذا؟

لماذا؟

لقد نسيتى أنتِ قابعة بداخلى لأكثر من نصف قرن من الزمان.. وأنا الأصفر!! 

نعم وأنت أنا النور الباهت بداخلى.. فأنت الأصفر المقيت بكل درجاته.. أنت اللون المثير للأعصاب.. أنت اللون المثير للاشمئزاز أحيانًا وأحيانًا أخرى إلى البهجة.. أتعلم صرت لا أعرفك!! .. من أنت؟
أتعلمين .. أنتِ حقًا لاتعرفينى .. فكيف لك تنظرين إلى الأبعد .. وأنت مقيدة هنا بسلاسل "الأصفر".

يا .. يا .. أصفر 

ماذا؟

أرجوك لا تبتعد .. لا تذهب لغيرى؟

لما؟

لأنى ربما سأشعر بالغيرة إن ذهبت لغيرى؟

لا .. لن تشعرى ؟
وكيف لك .. ولماذا أنت واثق بكل هذه الدرجة؟

نعم .. إنى أثق 

كيف؟.. أرجوك خبرنى؟

أنا الغيرة.. نعم أنا الغيرة والعصبية.. أنا البهجة النابعة من المشاعر الشريرة والتى لا بأس بها

لذا أنت بهجة .. ولكنك لست النبع الصافى لها

نعم أنا لست النبع الصافى من البهجة.. فأنا ما تمقتين أنتِ وقد صرت أكره مقتك لي .. لذا سأرحل .. سأعطيك الحرية .. علِ أجد للبهجة طريقًأ إليكِ .. علِ ...

لعلك ماذا؟

لعلِ أتخلص من مقتك ليِ .. لعلِ أجد الحب بدل الغيرة .. لعلِ أمتزج مع الأحمر حتى وإن جعلته حبًأ ليس صافيًا ولكنه على الأقل لن يكون الأصفر..

الأصفر .. توقف

لماذا؟ 

إن رحلت سأفقد طريقى .. إليك ربما .. وربما لغيرك

لا تخشى شيء وكفى عن ذلك قومى هيا .. أكسرى ذلك الصندوق ..
لا .. لن أستطيع 

تستطعين .. قفِ أكسرى الصندوق ..

 يا أصفر كيف؟ 

استخدمينى.. هيا اقذفيني بهذه الزاوية فهى هشة .. قابلة للكسر؟

إن كسرتك .. كسرتنى؟

لا .. هيا اقذفينى .. اكسرينى 

إن كسرتك.. كسرتنى؟

اكسرينى.. لا تخشى شىء 

إن كسرتك .. كسرتنى؟

لا.. هيا 

أصفر .. أصفر .. أشعر بألم فى صدرى .. أصفر أجبنى .. لماذا لم تعد هنا .. أصفر .. 

أتعلم إنى أحبك .. فقد قررت أن أحب الأصفر حيث أكره .. وقد نسيت أن أخبرك ذلك .. ولكنك الآن رحلت .. رحلت ولم تعد .. أصفر!!

فهل سأحب البرتقالى؟!! أم أنا فى حاجة إلى نصف قرن أخر لأحبه؟

أصفر .. إنى أفتقدك



تعليقات

إرسال تعليق