التابع السعيد

زمان درسنا في الدعاية نوع اسمه الدعاية الرمادية واللى هو أنا كنت بسميه الزن على الودان.. 

الفكرة كانت إنك عشان تقنع حد مش مقتنع بالفكرة بتاعتك إنك تحطها في كل حاجة يعنى تكتبها في جملة بشكل غير معلن تقولها في وسط الكلام وتكررها كتير وتأكد عليها بالإذاعة في وسط اغنية وهكذا..

 النمط ده كان أكتر ناس بتستخدمه عشان تحول الفكرة السيئة لفكرة جيده هو اليهود وبعدين الشركات الكبيرة عشان تبيع منتجاتها.

من فترة أخدنا في الانثروبولوجيا النفسية حاجة اسمها الثقافة المانحة واللى بيقوم فيها "المانح" على إنه يستخدم اسلوب من أساليب الحب مرة ومرة التهديد والوعيد ومرة نوع الدعاية الرمادية دي مع اختلاف المسمى، زي مثلا إعلان معجون الأسنان  "كلوز أب" ثقة في النفس وطبعا أنت لو ما استخدمتش المعجون البنت الحلوة اللى في الإعلان مش هتحبك.. 

من فترة براقب الفيسبوك أحيانا بساهم بهري زي الناس وأحيانا بكتفي بالمراقبة، ونتيجة المراقبة اكتشفت إن الناس كلها بتستخدم النوع ده من الدعاية في حياتها العادية مش بس كدا الغالبية العظمى من الناس بتفوض نفسها لتقوم بدور المانح للثقافة وبتحاول تفرضها على الجميع خصوصًا إن فكرة شاشة القيم ما بقتش موجودة في القاموس أصلا.

يعنى كل الناس بقت تتجاهل فكرة إن السرقة حرام، وبالتالي البوستات اللى بننقلها من صاحبها وبننسبها لنفسنا مش سرقة بس هي هدف اسمى إن الم فلورز وبعدين هبقا اكتب بقا واستغفر من ذنب السرقة دي عادي.. 

 الغالبية العظمى من الناس فقدت معنى وقيمة القيم أصلا، وبقت الحياة بالنسبة لهم عبارة عن إعلانات كلها شبه بعض هدفها واحد كلام كله متكرر لا يمت لسمات اللى كاتبها الشخصية بصلة.

الموضوع بقا مزعج لدرجة إن بيجي في بالى إن المجتمع ده هينقرض ثقافيًا مش بسبب التغريب اللى بتمارسه دول عظمي ولا ثقافة العولمة ولا.. ولا .. هو هينقرض لأنها بيمارس على نفسه أسوأ أنواع الزن بأسوأ انواع الدعايا ونشر القيم السلبية في وسط الكلام والأفعال.. 

هينقرض لأن ببساطه ماعندوش اتجاه محدد وكل اتجاهاته مخلخلة أي حد ممكن يدخل في النص عادي ويخليه تابع.. والأهم إنه هيكون تابع مبسوط زي ما هو الحال دلوقتي، التابع السعيد!!

#أهو_كله_كلام

تعليقات